الاتجاه العجيب

علي مدي الايام اللي فاتت  ، كان في اتجاهات مختلفة متباينة تباين عجيب .. منها اللي عظيمة ومنها اللي غريبة ومنها اللي مريبة ولو دققت كويس أكيد هتلاقي كل انوع الاتجاهات ..

اتجاه الثوار اللي في التحرير او اللي واقفين في أي حته فيكي يا مصر .. اللي جابوا لينا الفخر ده والعزة دي .. ولسه لدلوقتي وافقين .. مناضلين مركزين .. وبيوقفتهم دي .. كل يوم بياخدولنا نصر جديد ومكسب جديد عمر ما كنا نتخيله ولا حتي في احلامنا اليقظة ..

واتجاه المعترضين .. اللي حقهم برده يفضلوا معترضين .. أكيد مكنش هيبقي معترض أو محايد أو زهقان أو تعبان إلا لو كان عنده سبب قوي ووجيه .. واكيد لو كنت مكانه بظروفه وبحياته ومسئوليته .. مكنش بعيد ان مكنش أكيد يبقي رأيه رأيك وموقفه موقفك .. بس كمان هما فاهمين ومقدرين وموجوعين وعارفين كويس اوي قيمة ال 300 شهيد اللي راحوا مننا وقلبوهم موجوعة أكتر من الخوف علي الموجودين في ميدان التحرير دلوقتي وبعدين .. وياخوفنا من بعدين وانتقام بعدين .. ويارب ما يجي بعدين بالشكل ده ولا الريحة الوحشة دي علشان كل ده دلوقتي علشان بعدين يبقي مفيش اجمل منه ..  

واتجاه المغتربين .. اللي يمكن منهم اللي كان بيشتم ويسب فيها .. ومنهم اللي سبها علشان اللي كان بيعانيه او شيفه فيها .. ومنهم اللي سبها علشان حياه أفضل ومستقبل أحسن بعيد عنيها .. بس أكيد كلهم بيموتوا فيها .. مصريين .. وبلدهم .. حبيبتهم .. قامت قيامتها ومش هتسكت غير لما تبقي وردة مفتحة كلها خير وحرية .. واقد ايه أحساس  "مصري وأفتخر" عظيم .. مهيب .. وعلشان كده بقوا موجودين وكأنهم معانا .. مقطعين الفيسبوك شير ودعم وتأييد وشتيمة وكل اللي قلبك يحبه وأكيد لو يقدر كان هيبقي هناك في التحرير .. بيقول ويعيد في ولاد الترباتاتيييييت ..

واتجاه تاني عجيب ... ممكن تلاقي فيه معترضين وفاهمين ومغتربين ومحايدين ومتترددين وزهقانين وخايفيين .. الحاجة الوحيدة المشتركة بينهم هو هوس الفيسبوك وسنينه .. 24 ساعة في اليوم 7 ايام في الاسبوع ويمكن 365 يوم فيسبوك .. 500 شير لنفس الفيديو في الدقيقة .. 700 شير لنفس الاغنية العظيمة .. 300 شتيمة وتحية في الدقيقة لنظامنا الحيله .. 20 الف مجادلة وخناقة وتعسيفة في الدقيقة .. واشتغلات عظيمة .. احباط سعادة جنون خنقة ثورة تخاذل وكل الحالات المختلفة في نفس اليوم الواحد!! وياريته في الاخر بيرسي علي قارة .. لكن ياولداه كام نوت علي كام فيديو يبقي مؤيد وبشدة ويحلف ما في تراجع ولا استسلام .. وبعدها بسيكه يا ولداه كام نوت تانية علي فيديو تاني .. يقول يا جماعة وماله .. خليكوا حلوين بقي ومتعقدوهاش .. شوية وهيمشي وهتتعدل وهتبقي ذي الجلاش ..

مش معني كده ان الشير للفيديوز والنوتس والاغاني العظيمة مشكلة لا سمح الله .. بالعكس .. الشير ده والاتصال اللي من النوعية الغير مباشرة دي والمناقشات ويمكن كمان الجدال الي رايح جي ده هوا اللي جمع الناس من غير ما تحس وخرج اللي جواها وكان احد الاسباب الرئيسية في الثورة الجليلة .. بس المشكلة الحقيقة ان في حاجات كتيرة دلوقتي أهم واللهي أهم .. لو بصيت حوليك هتلاقي فنادق بقي اشغالها زيرو .. وبالتبعية كل الشركات والافراد المتعاملة معها اتكدرت واتأثرت وفلوسهم اتجمدت .. شركات مشت دلوقتي حالاً موظفين .. شركات تانية خفضت مرتبات موظفين .. شركات تانية بقت ولا استيراد ولا تصدير .. فلوس بتجري بره و حتي جوه تحت البلاطة من المقلقين .. سوق اتجمد ولا بيع ولا شرا علشان كله مستني يشوف بكره فيه ايه ..

أفتكر ان دلوقتي .. دلوقتي حالاً .. هو ده وقتك ودورك حتي لو في شغلك بس .. اخلاصك ليه .. تفكيرك فيه ، محاولة تخطيطك لبكرة ممكن يبقي فيه ايه .. اذاي تقدر تساعد شركتك ومجتمعك ولو حتي بفكرة .. فكرة واحدة من تركيزك في شغلك اللي محدش يفهمه اكتر منك .. ممكن تساعد .. مكن تنقذ موظفين .. ممكن متخفضش مرتبات .. ممكن تشيلك انت وغيرك .. أفتكر ان الفيسبوك بجلالة قدرة كان فكرة لواحد أصغر مني ومنك .. واللهي مجرد اخلاصك وتركيزك هيفرق كتير ..

أجمد شوية ؟ او لسه مشتغلتش او بتدرس .. ادخل علي مجتمعك .. استخدم الفيسبوك كأداه تنمية بجد ذي ما ناس استخدموها كأداه ثورة جليلة لينا .. اديها حملات حقيقية .. انزل الشوارع .. ساعد في بنك الطعام وغيره .. علي اد ما تدي علي اد ما بجد واللهي هتفيد ..

حتي لو مغترب .. افتكر ان البورصة اللي كان اللي داخل فيها مفقود واللي خارج برده مفقود هتبدأ الاسبوع اللي جاي ، وفي الاول والاخر هي احد اركان الاقتصاد المهمة .. واللي أكيد هتتأثر جامد جداً وخسايرنا هتبقي مليارات .. وده علي الرغم ان دلوقتي ممكن يكون احسن فرص الاستثمار فيها لأن كل الشركات المحترمه سعر اسمها هتكون في الارض وده دايماً احسن وقت للشرا .. افتكر انك ممكن تدخل وتشيل ولو ببعض الالفات القليلة جداً اللي مش محصلة اي حاجة من حياتك بره .. بس افتكر والنبي وحياة ابوك يا شيخ .. عايزين مستثمرين .. مش مضاربين .. مش عايزين مضاربين مهوسين .. يدخلوا يقماروا وياخدوا علي قفاهم ويتلبوا ويطلعوا منفوخين .. مش نخلص من هوس الفيسبوك نلاقي هوس شاشة التدول .. عايزين مستثمرين .. ناس تنقي شركات موثوق فيها وتسيب فلوسها بالسنة والاتنين .. ويعيش حياته عادي جداً بعيد عن وجع القلب المتين .. واللهي هتلاقي فلوسك القليلة ده رجعتلك اكتر بكتير بعد سنة أو اتنين .. بس كمان هتكون ساعدت وشاركت وشلت ..

العجيب بقي .. الخيال العلمي بقي .. واللهي انك برضة في 10 دقائق قبل النوم هتعمل نفس الشير لل 700 فيديو و500 نوت و300 أغنية عظيمة بس الجديد انك هتكون ساهمت وساعدت .

تحديث في مايو 2011: للأسف من الواضح جداً ان الثورة لم تصل للبورصة بعد ، نفس الاصابع الخفية ، نفس الالعاب الملتوية ومن الواضح انها مثل اشياء كثيرة بالبلد سوف تحتاج الكثير من الوقت نصحتي الشخصية .. اوعي تقرب اوعي تجرب .. خليك في شغلك وابذل فيه اقصي ما في وسعك .. هوا ده الامل الوحيد ..

أشرف عبد العظيم